المحاضرة الرئيسية الأولى للمؤتمر


أزمة الشرعية السياسية في الحضارة الإسلامية ورؤية الشيخ عبد السلام ياسين لها

الدكتور محمد المختار الشنقيطي

كلمة الدكتور محمد المختار الشنقيطي مصورة خلال الجلسة الافتتاحية للمؤتمر

افتتح الدكتور محمد المختار الشنقيطي محاضرته بالتأكيد على أن أصل أزمة الأمة يعود إلى الخلاف على الإمامة، وأن الخطر يأتي من فوق "الطغيان السياسي" أو من تحت "الفوضى الاجتماعية". وأكد أن "الشعوب الإسلامية مالت في تاريخها إلى ترجيح الاستبداد على الفوضى، وأن الإسلام سن قيما سياسية تتمثل في القسط وفي الشورى وفي الأمانة وفي القوة... والمدافعة التي تقتضي التعدد السياسي... قيم تجسدت في الدولة النبوية والراشدة".

وتحدث الشنقيطي عن كتاب "الخلافة والملك" للإمام المجدد وما وجد فيه من "نظرات ثاقبة تناول فيها أزمة الشرعية فتحدث عن الانكسار التاريخي، ورأى أن تحول الخلافة إلى الملك حصل بسيف الملوك والسلاطين".

وأضاف الباحث أن الإمام عبد السلام ياسين "يدعونا لمواجهة تاريخنا بشجاعة. فلا يمكن أن تخرج الأمة من أزمتها إلا بإدراك كيف دخلتها"، وختم "بالبشرى النبوية أن الخلافة الراشدة راجعة وما نراه اليوم من الربيع العربي هو بشائر الرجوع على أساس أمهات القيم السياسية الإسلامية".

واختتم الدكتور عبد الواحد متوكل الجلسة الافتتاحية للمؤتمر بالمحاضرة الرئيسة الثانية باللغة الإنجليزية بعنوان "من أجل فهم أفضل لفكر ومواقف الإمام ياسين".

والتي تساءل فيها "عما يقصده الإمام بالتغيير؟ وما الأجدى؟ التغيير من فوق أم من تحت؟ وما إليها من أسئلة كثيرة تحتاج إلى تمعن". وأضاف: "لقد كتب الإمام أزيد من أربعين كتابا ومن المهم أن يعرف الباحث الفترة التي كتب فيها كل كتاب. والتسلسل الزمني لورود الكتب لمتابعة تطور فكره ورأيه النهائي في قضية ما". وأكد على ضرورة "توخي الحذر لأن العديد من أفكار الإمام تطورت خاصة في المجال السياسي". كما نبه الدكتور متوكل إلى "الحاجة إلى الاهتمام بأسلوب كتابة".